حتى تصبح مواطنا أردنيا يجب عليك إتقان الكشرة الأردنية!!

حتى تصبح مواطنا أردنيا يجب عليك إتقان الكشرة الأردنية!!

لا عجب أن تصبح الكشرة (التكشيرة والوجه العابس) ماركة مسجلة لدى الشارع
الأردني وبالأخص لدى فئة الشباب، بعد أن أجبرت الظروف المعيشية
والاجتماعية الجميع على رسمها على وجوههم.

قصة الكشرة قديمة وجديدة، فالأجداد ورثوها لأبنائهم وأبنائهم ورثوها
لأبنائهم وأحفادهم، لكن ثمة سبب واحد يجمع الأردنيون على أنه العامل
الوحيد لاختلاق "الكشرة" التي لا يعشقونها بالأصل، وهو الأوضاع الاقتصادية
التي يعيشونها نتيجة ارتفاع جميع أسعار السلع والخدمات التي بات يئن منها
جيب المواطن الفقير. بحرنا ميت

من
أسباب هذه "الكشرة" كما يراها أحد الشباب على مدونته: "بحرنا ميت - وذلك
في إشارة إلى البحر الميت الذي يقع في الأردن-، وادينا وادي اليابس،
خليجنا عقبة، رمزنا سوسنة سوداء، مطربنا المفضل متعب السقار اسمه متعب من
الله، من أسماءنا الأصيلة (متعب ، مهاوش ، زعل ، حرب)، مرات بندلع أولادنا
( أبو غضب)، أربع مرات بسنة واحدة فقعتنا الحكومة رفع أسعار للمحروقات حتى
القداحة أم الشلن صارت بربع ليرة!!، مصطلح " الشرر بقدح من عيوني" شائع في
الأردن فقط، أول مزحه بنعلمها لأطفالنا "هسه بضربك بوكس بطيارة الفكس، وفي
بعض الروايات الغريبه "وبطيرك عالقدس ".!

شاب آخر يرى أن الكشرة مربوطة بهموم المواطن والغلاء المعيشي الموجود،
قائلا: "الكشرة التي نتميز بها لا تدل على أننا نهوى ونحب النكد، لكنها
تدل على أحوالنا السيئة وبالأخص الاقتصادية والاجتماعية منها".

ويتهكم آخر بالقول: "بداية وحتى تصبح مواطنا أردنيا يجب عليك إتقان الكشرة
الأردنية، فهذا أهم ما يميز الإنسان الأردني عن الإنسان العادي! وأهم ما
يميزه أيضا البوز الملوي والحواجب المعقودة".

حسبة معقدة!

من
القصص المضحكة المبكية والتي باتت تنتشر وبشكل ملفت على العديد من
المنتديات الإلكترونية.. "المواطن الأردني إنسان كالصخر خارق للمنطق
والعادة، ولا يخضع لأي عمليات حسابية.. الأردني العادي بدفع إيجار بيت 150
دينارا، كهرباء وماء حوالي 20 دينارا، عنده سيارة قسطها الشهري 100
دينارا، تكلف بنزين بالشهر 150دينارا، دخان بمعدل باكيت باليوم 50 دينارا
شهريا، 150 أكل وشرب، وحوالي 30 بالشهر بطاقات شحن، وإذا ما كان حبيب بده
100 دينار (50 له و 50 لحبيبته)، ليكون صار المبلغ 650 تقريبا وهو كل
راتبه 250 دينار فقط!!".

الشاب خليل عبده يقول: "نحن الشعب الأردني مظلوم، الكل يتهمه أنه جاف
ومكشر وعابس وما شابه ذلك، لكن الفقر المدقع الذي يعاني منه 80% من الشارع
الأردني هو ما يجبرنا على هذه الكشرة اللعينة، الله يعين المواطن".

ويضيف الشاب طارق وضاح: "الأردني نفسه طيبة وكريمة، لكن الظروف أصعب منه، لذلك تجده مهموم ومتنكد وهذا الوضع طبيعي".

أما غصون، 22 سنة، فترى أن "الكشرة باتت سمتا واضحا يميز الأردني الفقير، الذي جار عليه الزمن وتقاذفته عثرات السنين".

ويرى راكز خضر، 24 سنة، أن البطالة هي أحد الأسباب الرئيسية التي تجبر الشباب لاعتناق "كشرتهم المعتادة".

أما الشاب محمد لطفي، 29 سنة، وهو يعمل ملمع أحذية في البلد القديم داخل
العاصمة عمان، فيقول: "ماذا تتوقع من شاب مثلي يعمل في هذه المهنة، هل
أرقص أو أغني أو أهيص؟، طبعا الكشرة هي الخيار الوحيد، الله يعين المواطن
على الحياة صعبة".

مرسي وليييييد على الموضوع