كيف يقضي الاردني عطلته
الأردني فـي عطلته ..
لدينا عطلة طويلة قادمة مدتها سبعة أيام هي عطلة عيد الأضحى المبارك مضاف إليها خمسة أيام ـ عطلة غير معلنة - هي ما بين عيد الميلاد المجيد والعيد الأضحى، مضاف إليها «بركة أيدنا» من «الفليلة» والتحايل والتكاسل..المجموع ما يقارب 14 يوما..تكون فيه البلد (على حطة إيدك).
14 يوما ستكون فيها إنتاجيتنا (تلولحي يا دالية)، ومصالحنا يحكمها مبدأ ( العمر بخلص والشغل ما بخلص)،أما اتصالنا في العالم الخارجي ومستجداته فسيكون (عاللايحات..)..
كيف يقضى الأردنيون عطلهم الطويلة ؟ هذا هو سؤالي الدائم قبل قدوم أي عطلة، لكن مهما كانت التوقعات لا أعتقد أن خمسة ملايين أردني آخر سيشذون عن سلوكي في أيام الإجازات.
في صباح العطلة : يبدأ الأردني يومه في كافتيريا الحي، حيث يستل كل فرد صحنه ويميل رأسه نعسا بانتظار دوره، متعرفا أثناء هذه (الصفنة) على تسريحات جديدة لصبيان قاموا من الفرشة الى المطعم دون أن يصافح الماء وجوههم . ثم يحضر رميا حيا لأكياس الشطة من فتحة الزجاج الدائرية تقوم بها وحدات مدربة بالمطعم، و يحضر أيضا تعاركا في الصحون قرب حلة الفول وطشت الحمص، مما يثبت مدى الجاهزية العالية للأفراد «الأكيلة»،يلي هذه الفعالية،متابعة بعض العروض المذهلة لسقوط الفلافل الحر في مقلى الزيت، وتدريب وهمي على إنقاذ صحن فول سقط من يد فتى، وإجراء الإسعافات الأولية «لكيس مسبحة»..
في مساءات العطلة : أكثر الجمل تكرارا عند الأردنيين هي: (اطرمولنا إبريق شاي ، سكر الباب وراك، ظل بالبريق، الواحد مش عارف يشبع نوم)..
عندما تنفذ المواضيع المشتركة بين أفراد العائلة يقوم رب الأسرة باقتراح عمل إبريق شاي قائلا (اطرمولنا إبريق شاي) ..فتقوم البنت الوسطى بحمل الإبريق والأكواب وتذهب للمطبخ، فتنبهها الأم (سكري الباب وراك) للإبقاء على دفء الغرفة، تغيب البنت ثلث الساعة، تتثاءب الأم قائلة الواحد مش عارف يشبع نوم )،ثم تعود البنت الوسطى ومعها الشاي، تفتح الباب، فيذكرها الأب )سكري الباب وراك)، فتغلقه، تسكب الشاي وتوزعه، يحضر الأخ الأكبر من عند الحلاق فيسأل : (ظل بالبريق)؟ فيسكبوا له..ثم يخرج أحد الأولاد فتنبهه البنت الوسطى (سكر الباب وراك)، تراقب الأم كأس زوجها الفارغ خصوصا بعد أن أشعل سيجارة فتسال ابنتها الصغرى: (ظل بالبريق) ؟، تلوح البنت به فارغا، فيقول الأب (لعاد اطرمولنا ابريق شاي)، فتذهب الأم لتجديد الإبريق، فيطلب منها الابن الأكبر قائلا: (سكري الباب وراك)..تتثاءب البنت الوسطى وتقول (الواحد مش عارف يشبع نوم )..تحضر الأم، فيقول الجميع (سكري الباب وراك)، تسكب لكل فرد كوبه وتعود لمشاهدة التلفاز، فيحضر الولد الذي خرج قبل قليل فيقول : (ظل بالبريق)؟..
وتستمر هذه الجمل الأربعة بالتكرار الى أن يخلد كل واحد الى فراشه..
هكذا يقضي الأردنيون ليالي العطل الطويلة..