لا تنكر الفنّانة رولا سعد أنّها فقدت شعورها بالأمان وراحة البال، وأنّها تشعر بخوف شديد بعد أن اكتشفت جهاز تنصّت وضع في منزلها لمراقبة تفاصيل حياتها اليوميّة، ترفض الخوض في التفاصيل خصوصاً أنّ القضيّة أصبحت في يد القضاء، تقابلها في الجهة الأخرى قضيّة رفعت عليها من قبل الفنّانة هيفاء وهبي، تقول "هذه القضيّة استفزتني لأنّ لا علاقة لي بها لا من قريب ولا من بعيد"، وتؤكّد أنّها لن تسكت، وأنّها ستأخذ حقّها بالقانون، إذا كان القضاء لا يزال يحكم بالعدل. بادرناها بتهنئتها بولادة شربل ابن أختها زينة، لنسألها عن علاقتتها بأولاد شقيقتيها، تقول:
إنها علاقة رائعة، فأنا أحبّهم كثيراً وأخصّص لهم الكثير من وقتي، ولهم مكانة كبيرة في قلبي.
هل تحاولين تعويضهم عن أمور افتقدتها في طفولتك؟
بالطّبع.
ما هي أكثر الأمور التي كنت تفتقدينها؟
لا أحب أن أتكلم عن طفولتي كثيراً.
لماذا؟
لأنّ طفولتي كانت قاسية جداً، وظالمة جداً. كنت أفتقد فيها إلى كل أمر جميل.
الشّهرة والنّجاح، ألم تنسيك معاناتك في أيّام الطّفولة؟
لا المعاناة أكبر من أن أتخطّاها، لأنّها صعبة جداً على طفلة صغيرة، أعتقد أنّ تلك المرحلة كانت أصعب من أن تنسى. الأهل أمر أساسي في الحياة، عندما يفقد أي منّا أهله والنّاس الذين يحبّهم في طفولته، عندما تشاهدين أفراد عائلتك يموتون واحداً بعد الآخر، لا شيء سيعوّضك فقدانهم، سوف تشعرين طوال عمرك بالحاجة إلى وجودهم معك.
شقيقتاك زينة وماري روز الوحيدتان الباقيتان من العائلة، كيف تصفين علاقتك بهما؟
زينة مقيمة خارج لبنان، وماري روز موجودة هنا وأنا على تواصل دائم معها، شقيقتاي هما سند كبير لي، نحن نعوّض لبعضنا قدر الإمكان، لكنّ لكل واحدة منهما اليوم حياتها الخاصّة، كل واحدة منهما أسّست بيتاً وعائلة، لا شكّ أنّي لا أزال معهنّ في كل لحظة، خصوصاً زينة التي أثّرت بحياتي بشكل كبير، هي تتفهّمني أكثر وتعيش ظروفي أكثر.
من يشاهدك على التلفزيون ترقصين وتغنّين، قد لا يصدّق معاناتك؟
لأنّي لا أحب أن أتكلّن عن معاناتي، قد أتكلّم عنها لاحقاً حين يكون موقفي قوياً، أمّا اليوم فلا أزال أشعر أنّي ضعيفة، لا أريد أن أفتح مجالاً للناس الذين يحاربوني أن يقولوا أنّي أتكلّم عن معاناتي وطفولتي وظروفي لأستعطف الجّمهور.
قد يتعاطف الجمهور مع ظروفك القاسية لكنّهم لن يحبّوك كفنّانة لمجرّد أنّك عانيت في طفولتك؟
أنا من الأشخاص الذين يتعاطفون إلى أقصى حد مع أي شخص يعيش معاناةً قاسية.
لكن هذا لا يعني أنّ الجمهور قد يحضر حفلة لرولا لمجرّد أنّه يشعر بمعاناتها؟
نعم هذا صحيح، لكنّي لا أريد أن أفسح مجالاً للذين يهاجموني، أعرف أنّ لكلّ منّا معاناته، لكنّ ظروفي لم تتوقف عند فقداني أمي وأبي وأخي وجدّي وجدّتي في عمر مبكر.
ألا تفكرين بتأسيس عائلة لتعويض ما فاتك من جو عائلي؟
أحبّ بالتأكيد، لكنّي لا أفكّر بالأمر ولا أخطّط له، بل أتركه للظروف، للصدفة.
أضعت أربع سنوات من عمري .
عندما كنت طفلة، هل كنت تحلمين بالنّجوميّة؟
أخي كان يحلم أن يراني فنّانة، كنت أغنّي للعائلة وفي المدرسة، كنت أفكّر بالفن لكنّ خجلي وخوفي منعاني من تحقيق حلمي باكراً.
حتى الآن لم تجدي الأغنية الضّاربة التي تليق بموهبتك؟
بعد أغنيتي "يانا يانا" و"دلّوعة" لم أطلق أي جديد، في بدايتي كنت مرتبطة بشركة إنتاج ولم يكن الخيار عائداً لي.
ظلمتك شركة "عالم الفن"؟
لم تظلمني لكن عدم خبرتي هي التي ظلمتني، وقّعت معهم عقداً لإنتاج ألبوم واحد دون أن أحدّد مهلة لإطلاقه، فأضعت أربع سنوات من عمري، وهذا ليس بالأمر السهل.
أغنية "دلوعة" راهن الكثيرون على فشلها قبل إطلاقها، لماذا برأيك؟
لأنّ البعض ليس من مصلحته أن أنجح.
الكثيرون غنّوا مع السيّدة صباح، لكنّك الوحيدة التي هوجمت لماذا؟
لأنّ البعض يملك وسائل إعلام تدعمه.
وأنت ألست مدعومة؟
أصحاب الأقلام الشّريفة أنصفوني. لكنّ بعض الصّحف والمجلات لا تتمتّع بمصداقيّة، ولا بضمير، وأنا أخاف منها، إحدى المجلات مثلاً كتبت صاحبة العينين الزرقاوين عن هيفاء، وصاحبة العدسات اللاصقة عنّي، علماً أنّ العكس هو الصّحيح. وبكل عين وقحة تقول "أنا درّجت الغرّة"، علماً أنّها في كليب "الواوا" نسخة عن "يانا يانا"، تقول أنّها عرفت بالشعر الأسود، أنا بدأت بهذا اللون قبلها، وتخليت عنه حين دخلت عالم الفن، لكن انظروا إلى صورتها في "إيلاف" لتشاهدوا كيف صبغت لون شعرها بنفس لون شعري. في كليب "يانا يانا" أحضرت طفلاً صغيراً فقلّدتني، وتقول أنّي قلّدتها بوضع الفراشة علماً أنّها لوغو شركتي منذ سنوات، وقد استخدمتها في كليب "سحرهم" قبل أن تطلق على نفسها اسم فراشة الوادي. أقول لهيفاء الله يمهل ولا يهمل
لماذا قد تهاجمك الفنّانة هيفاء وهبي وهي تملك رصيداً فنياً مهماً، بينما أنت ما تزالين في بداية مشوارك الفنّي؟
لم أعد أريد أن أعطي هذا الموضوع أكثر من حجمه، لكنّي أقول لها الله يسامحك، الله يمهل ولا يهمل، في كل تجاربي التي مررت بها، لم يتركني الله، ومهما تكن ثروتها كبيرة ونفوذها قوي، لا يوجد أحد يتكبّر على الله.
هيفاء تعتبر نفسها أيضاً مظلومة وتتعرّض حالياً لحملة إعلاميّة ضدّها؟
هي تعرف نفسها جيداً، أنا وهي نعرف من يحارب من، هي الوحيدة بينها وبين نفسها يجب ألا تتكلم، لأنّها تدرك كم تسبّب لي من أذى.
لكن رولا أنت أيضاً تشنّين حملة ضد هيفاء؟
أنا لم أبدأ، هي التي بدأت.
أنت تردّين الآن؟
أنا دائماً أرد.
ما قصّة القضيّة التي رفعتها ضدّك بتهمة فبركة فيلم إباحي عنها؟
هي تعرف جيداً أنّه لا علاقة لي بالموضوع.
لماذا إذاً رفعت دعوى قضائيّة ضدّك؟
هي حرّة. أليست هيفاء التي تملك النّفوذ والمال والمعارف؟
أين أصبحت الدّعوى الآن؟
لا أعرف عنها شيئاً، سلّمتها إلى المحامي لكنّي لن أسكت، بعد أن آخذ حقّي في المحكمة، الباب الذي فتحته لن يكون سهلاً عليها، لأنّي سأطلب مدقّقين بالفيلم.
لا علاقة لي بالفيلم الإباحي
أليس الفيلم مفبركاً؟
لا علاقة لي بالموضوع، سيحسم المدقّقون الأمر، لكنّ أياً لكن لن أستطيع أن أحضر هذا الشّبه القوي، ولا نفس الصّوت، هذا الأمر لا تمتّ إلى المنطق بصلة.
أنت لا تمتلكين نفوذاّ؟
بالتأكيد لديّ نفوذ، لديّ ربنا الذي يسيّر النّاس ويحكم بالعدل.
كيف تتوقعين أن تسير هذه القضيّة؟
أذا حكموا بضمير، ساكسب الدّعوى مليون بالمئة.
هل ضايقتك القضيّة وأثّرت على نفسيّتك، أم تعتمدين أسلوب التّجاهل؟
ضايقتني جداً ولا أستطيع تجاهلها، لأنّ الذي يشاهد الفيلم يعرف أنّه لا علاقة لي بالقضيّة. أنا وضعي المادي ليس مهماً إلى هذه الدرجة، فلو أردت أن أصرف مالاً سأصرفه حتماً على عملي وليس على ترويج ما يضرّ غيري.
تتحدّثين عن الأمور الماديّة، ألم تحقّقي ربحاً من الفن؟
بعض الشيء، لكن يلزمني الكثير من الوقت لأحقّق ما حقّقه غيري في فترات قياسيّة.
أنت راضية عن فنك لغاية الآن؟
الحمد الله أنا أصعد السلم درجة درجة.
ألم تتأثري بالأجواء المحيطة، والمشاكل التي تلاحق الفنانين، وانعدام المحبّة في الوسط الفنّي؟
تأثرت إلى درجة أنّي فكرت بالانسحاب من عالم الغناء، لكنّ محبّتي للفن أبقتني، وأعطتني صبراً.
حاربوني بوضع جهاز تنصّت في بيتي
لماذا أنت بالذات تتعرضين لهذا الكم من المشاكل، وصولاً إلى دعوى قضائيّة أثرت سلباً على سمعتك؟
هم جرّبوا أن يفعلوا أكثر من هذا. تخيلي أنّهم وضعوا جهاز تنصّت في بيتي، وقد رفعت شكوى إلى القضاء اللبناني الذي بدأ يحقّق بالأمر.
ألم تعرفي من وضع هذا الجهاز في منزلك؟
لغاية الآن لا، فالقضاء لم يقل كلمته بعد.
كيف اكتشفت هذا الأمر؟
ثمّة أشياء لا تصدّق، لكنّي لا أستطيع أن اتحدّث بها لأنّ الأمر بيد القضاء كما سبق وقلت.
ألم تتّهمي أحداً في الدّعوى التي تقدّمت بها؟
لا لأنّي لا أحمّل ضميري كما يفعل غيري.
ألم يتسلّل الخوف إليك بعد محاولة اقتحام حرمة منزلك؟
بالطبع، أنا خائفة ولم أعد أشعر بالأمان.
هل أنت خائفة أن يستعمل ضدّك بعض ما سجّل من أجهزة التنصّت؟
لا لأنّهم كانوا ينتظرون أن يلتقطوا أموراً تسيء لي، لكنّ بيتي مقدّس منوع الغلط فيه لي أو لغيري.
لن أقبل بطارق الجفالي لو كان آخر رجل في العالم
كيف تتمكّنين أن تغنّي في هذه الأجواء؟
ما يحصل أمر غير طبيعي، وكثير عليّ هذا الضّغط وهذه المشاكل، ولأجل ماذا؟ أنا لم أؤذي أحداً ولا يمكن أن أتسبّب بأذيّة أحد، تضايقت لكنّي بدأت أستعيد توازني.
هل تستعينين اليوم بحرّاس شخصيّين؟
لا، فأنا أسير بتقوى الله وأؤمن بحمايته.
أحياناً يكون الفنّان سبباً في أن تطارده الشّائعات، مثلاً قصّتك مع طارق الجفالي تطرّقت إليها الصّحافة بشكل مبالغ به؟
وماذا أفعل؟ أنا شاركت في حفلته إلى جانب عدّة فنّانين، لكنّهم لم يتحدّثوا إلا عنّي أنا.
الأمر لم يتوقّف عند الحفلة، كلنا يعرف قصّة العشاء الذي دعاك إليه طارق مع مدير أعمالك كريم أبي ياغي، قبل أن يترككما لملاقاة هيفاء؟
لم يتركنا بل أنا انسحبت، طارق بالنسبة لي صديق وأخ، دعانا إلى العشاء وكنّا أكثر من شخص على الطّاولة، فقيل له أنّ شخض سعودي ينتظره في الأعلى، ليفاجأ بأنّها هيفاء، وقيل لي بالصدفة أنّ هيفاء فوق فقلت لكريم يستحسن أن نمشي لأنّي كنت أتمنّى أن يرجعا لبعضهما، خصوصاً أن كريم أخبرني بأمور عدّة.
قيل أن طارق حاول أن يقيم علاقةً معك؟
لا نحن أصدقاء، وأنا قلت له لو كان آخر رجل في العالم لأن أفكر به، لأنّي أراه كأخ.